"إذن، هذا هو دوستويفسكي !"
هذا ما أفكّر به دوماً عندما ابدأ القراءة بهذه الرواية، أقولها وأنا بحالة من التعجّب والإعجاب.
سمعت عن دوستويفسكي كثيراً، هذا الأديب الروسي العجيب، ولكن لم أسمع ما يوفِّه حقه!
لقد أضحكني وبشدّة في مواضع، وفي مواضع أخرى أبكاني.
تحكي الرواية عن شخصٍ وحيد، أحب وفَشِل، يقابل زوج حبيبته، وتصير له أحداث كثيرة.
تتعلم منها كيف أن الحُبَّ الحقيقي يمد الصداقة بروح لطيفة لا تأتي لمجرد الصداقة.
وتعرف أن الحياة قد تكون سعيدةً إذا ابتعدت عمّن يؤثرون سلباً على حياتك، فالتجاعيد حول عينيك، وكلامك البائس، وقلقك، سيختفي كله بمجرد أن تَهْجُر الأسباب.
دوستويفسكي صوّر بهذه الرواية مدمني الخمر بصورة تجعلك تكره الخمر أكثر، تريد الابتعاد عنه وأنت لم تقترب منه بيوم ! أمر مقرف جداً أن تفقد عقلك وتفعل أفعالاً مشينة، في البيت والشارع، أو محطّة القطار.
وأيضاً الأطفال، وكيف لطفلةٍ أن تؤثِّر على حياة رجل كبير، يفعل الكثير من أج��ها .. ويفعل الكثير بعدها !
وتعرض الرواية كيف أن الألعاب والطرائف تحوي وراءها معانٍ كثيرة مقصودة، وتشير إلى أشياء يجب أن تنتبه لها، لتعرف طبيعة علاقتك مع الآخر.
الكثير حول هذه الرواية، الكثير ! عجيبة لدرجة متعبة !