في عمق الذات

لكل منا دور.. لكل منا رسالة عليه إتمامها، وبينما نحن في سعينا لاكتشاف تلك الرسالة في خضم معارك الحياة المُنهكة وصراعات النفس المُمزقة قد نضل الطريق حتى ننسى من نكون وماذا نريد! ولكي نعود إلي مكاننا الصحيح من أنفسنا كان لابد أولًا من أن نغوص في أعماق ذواتنا لنكتشفها من جديد، بمعزلٍ عن أفكارنا السابقة عنها وعن توقعاتنا المستقبلية منها، بمعزل عن قناعاتنا الراسخة عنها، وبمعزل عن آرائنا.. وعن آراء الآخرين بنا، ولأن ذلك الطريق هو طريقٌ وَعِر يتطلب الكثير من الشجاعة للسير فيه فإني أدعوك لترافقني في رحلة بين مقالات هذا الكتاب بعد أن نترك علي عتبات مقدمته قناعاتنا القديمة الراسخة عن ذواتنا، ذلك الاعتقاد الذي نحكمه حول أعناقنا نتمسك به بقوة خوفًا من أن نفقد ذواتنا إذا ما تخلينا عنه! تخلى عن قناعاتك عن ذاتك مؤقتًا مسافةَ قراءة هذا الكتاب فلربما وبنهاية هذه الرحلة تسنّى لك أن تكتشف ذاتك من جديد! لنبحر معًا في رحلةٍ تأمليةٍ قصيرة نبدأها بما يجب أن نعرفه عما يدور في أعماق أنفسنا ثم عن أسرارٍ دقيقة عن تفاصيل علاقاتنا بالآخرين، ومنها ننتقل إلي الروابط التي تجمعنا بمعاني الوجود الإنساني، ثم إلي بعضًا من التفاصيل المستترة والمتداخلة مما يحدث في كواليس النفس البشرية قبل أن نصل في رحلتنا إلي آخر محطات الكتاب..لنلمس معًا بعضًا من السبل التي تحقق لنا التوازن والسلام النفسي.
ما ستقرأه في هذا الكتاب ليست طرقًا لتنمية الذات أو توصيات خاصة بالتنمية البشرية! وإنما هي أفكار ومقالات في (فن العيش والتعايش)، وقفاتٍ تأملية مع الذات الإنسانية اتخذتها مع ذاتي قبل أن أنقلها إليكم برؤيتي ولغتي الخاصة، ربما ساعدتك في إعادة ترتيب أفكارك عن ذاتك وعن الآخرين.. وعن الحياة.